
وکاله آریا للأنباء - عقد وزیر الخارجیه الإیرانی، عباس عراقجی، اجتماعا صباح الیوم الأحد، مع سفراء وممثلی البعثات الأجنبیه والدولیه فی طهران بمقر وزاره الخارجیه، تناول فیه المستجدات الأخیره.
وقال عراقجی فی هذا اللقاء: "أود الیوم تقدیم توضیحات بشأن العدوان السافر من قبل الکیان الإسرائیلی ضد إیران. فقد بدأ الکیان الصهیونی سلسله من الهجمات على أهداف داخل إیران دون أی تمهید، ما یعد انتهاکا صریحا لسیاده أراضینا. وشملت هذه الهجمات منشآت متعدده، أبرزها منشأه نطنز النوویه، بالإضافه إلى أهداف داخل مدینه طهران، وأدت إلى استشهاد عدد کبیر من المدنیین فی العاصمه ومدن أخرى."
وأضاف: "حدث هذا بینما کنا نجری مفاوضات مع أمریکا بشأن الملف النووی، وکان من المفترض أن تنطلق الجوله السادسه الیوم."
وصرح عراقجی أن "إسرائیل لا تعترف بأی حدود فی خرقها للقوانین الدولیه، إذ قتلت النساء والأطفال الأبریاء فی فلسطین، وانتهکت کل المعاییر الدولیه فی غزه. والیوم، تجاوزت خطا أحمر جدیدا عبر استهداف منشأه نوویه، وهو عمل محظور تمامًا تحت أی ظرف کان."
وأعرب عن أسفه لصمت مجلس الأمن، قائلاً: "أشکر الدول التی أدانت هذا العدوان، لکن من المؤسف أن هناک دولا أوروبیه تدعی التحضر، بدلا من إدانه إسرائیل، وجّهت اللوم لإیران."
إقرأ ایضا .. غریب آبادی: إیران سوف لن تتعاون مع الوکاله الذریه کما کانت من قبل
لقد قمنا بالرد على هذه الهجمات، وذلک استنادا إلى مبدأ الدفاع عن النفس. فمن حق کل دوله مشروعا أن تدافع عن نفسها فی مواجهه أی اعتداء، وهذا ما بدأت به قواتنا المسلحه منذ لیلتین.
هدفنا من الضربات الصاروخیه على الأهداف العسکریه والاقتصادیه فی الأراضی الفلسطینیه المحتله کان فقط الدفاع عن النفس والرد على العدوان. ففی اللیله الأولى، استهدفنا فقط المواقع العسکریه، ولکن بعد أن قام الکیان أمس باستهداف منشآت اقتصادیه، قمنا نحن أیضا منذ اللیله الماضیه باستهداف مواقع اقتصادیه، وتم تنفیذ الضربات وفقا لذلک.
الهجوم على عسلویه یُعد عدوانا صریحا وخطوه بالغه الخطوره. جرّ الصراع إلى الخلیج الفارسی خطأ استراتیجی، ویهدف إلى نقل الحرب إلى خارج الأراضی الإیرانیه. أی تطور عسکری فی هذه المنطقه قد یطال تأثیره العالم بأسره. ونأمل أن یبادر المجتمع الدولی بالتحرک لوقف هذه الجرائم.
إیران ستواصل دفاعها المشروع بقوه. وفیما یتعلق بالهجوم على منشأه نطنز النوویه، فقد طلبت من المدیر العام عقد جلسه طارئه، وستُعقد یوم الاثنین. ونأمل فی صدور إدانه قاطعه لهذا الهجوم من قبل الکیان.
نتوقع من المجتمع الدولی ألا یکتفی بالإدانه، بل أن یعاقب الکیان الصهیونی أیضا. إن تجاهل هذه الخطوط الحمراء ستکون له عواقب على کافه الدول.
إقرأ ایضا .. استهداف منشآت إنتاج وقود الطائرات المقاتله ومراکز إمدادات الطاقه للکیان الصهیونی
ومن وجهه نظرنا، فإن اعتداء الکیان الإسرائیلی على إیران لم یکن لیحدث لولا التنسیق والدعم الأمیرکی. لدینا أدله قاطعه على دعم القوات الأمیرکیه فی المنطقه لهذه الهجمات. لقد رصدنا بدقه، ونملک العدید من الأدله على کیفیه تقدیم القوات الأمیرکیه الدعم للکیان. لکن الأهم من کل هذا، تصریحات ترامب العلنیه، التی أعلن فیها دعمه الصریح للهجمات، وقال بوضوح إن هناک مراحل لاحقه. الولایات المتحده شریک مباشر فی هذه الهجمات، ویجب أن تتحمل مسؤولیتها.
ترکز ردّنا على الأهداف داخل الکیان الصهیونی نفسه. لا نرغب فی توسیع نطاق الحرب إلى دول أخرى أو إلى المنطقه، إلا إذا فُرض علینا ذلک. کنا منشغلین بالمسار الدبلوماسی، ولکن العدوان فُرض علینا. ونحن ندافع عن أنفسنا بقوه، وهذا حق مشروع، وجاء کرد على العدوان. وإذا توقف العدوان، فإن ردّاتنا أیضا ستتوقف.
کان من المفترض أن تنعقد الیوم فی مسقط الجوله المقبله من المفاوضات. نحن واثقون من سلمیه برنامجنا النووی. وإذا کان هدف الاتفاق هو حرمان إیران من حقوقها النوویه، فمن الطبیعی ألا نکون مستعدین لأی اتفاق من هذا النوع. لقد أجرینا خمس جولات تفاوض، وکان من المقرر أن نقدم خلال الجوله السادسه مقترحنا. الطرف الأمیرکی کان قد قدّم مقترحات لنا، لکنها من وجهه نظرنا غیر مقبوله، وکنا نعتزم تقدیم خطه بدیله نعتقد أنها کانت ستفتح الطریق نحو التفاهم.
الکیان الإسرائیلی لا یؤمن بالمفاوضات، واعتداءه على إیران وسط المفاوضات دلیل على رفضه لأی مسار تفاوضی. لقد تکرر ذلک مرات عدیده فی السنوات الماضیه. أتذکّر أنه فی ربیع عام (2021)، وبینما کنا نفاوض لإحیاء الاتفاق النووی، نفّذ الکیان الإسرائیلی عملیه تخریب فی منشأه نطنز، ما تسبب بقطع الکهرباء وأدى إلى تعطل عدد من أجهزه الطرد المرکزی. کان هدفهم حینها إفشال المفاوضات. وأعلنا آنذاک أننا سنبدأ بتخصیب الیورانیوم بنسبه 60% ردا على هذا التخریب.
والآن أیضا، ما جرى هدفه تقویض المفاوضات، ونأسف لأن الحکومه الأمیرکیه قد ساهمت فی ذلک. لقد تلقینا عبر قنوات مختلفه خلال الیومین الماضیین رسائل من أمیرکا تدّعی عدم تدخلها، لکننا لا نصدق ذلک. وإذا کانت لدیهم مثل هذه الادعاءات، فعلیهم أن یعلنوها بوضوح. الرسائل الخاصه لا تکفی. من الضروری أن تعلن أمیرکا موقفها الصریح وتدین الهجوم على المنشآت النوویه.
نحن ننتظر من أمیرکا أن تنأى بنفسها عن هذا النزاع. ونأمل أن یولی المجتمع الدولی اهتمامًا کافیًا لهذه القضیه، ویقف فی وجه اعتداءات الکیان الاسرائیلی ویتخذ موقفا حازما. فهذا هو السبیل الأفضل لتحقیق السلام فی المنطقه.